51 أسرة تحت لهيب "يتي"

[ود]

¬| رُوحٌ مُحلِّقَة بَين أسْرآبِ الأمَل ✿ ،
إنضم
31 مايو 2011
المشاركات
22,276
الإقامة
حَيْثُ الأمَلْ
51 أسرة تحت لهيب "يتي"


الصيانة غائبة عن "الكرفانات" منذ سنوات

كتب ــ عمار الناصري:
منذ أن مر إعصار "جونو" على قرية يتي في عام 2007 ، اتُخذت الاجراءات على أن يحشر أصحاب المنازل المتضررة في كرفانات هي في غالب الأمر غير صالحة للعيش سوى لفترة مؤقتة وحياة عابرة لكن قلة الخيارات وندرتها بالنسبة للمواطنين فرضت عليهم أن تمر خمسة أعوام على اعصار جونو وخمسة أعوام على سكناهم للكرفانات دون أن تدرك الجهات المسؤولة أنه مع سقوط أي جزء من هذه الكرفانة تسقط أحلامهم التي علقوها على شماعة الأمل بانتظار ما وعدوا به..
"الــزمن" تنقل إلى الجهات المختصة جزء من معاناة بعض الأشخاص في قرية يتي ..

طالب الحبسي:
أين الكهرباء لــ 14 كرفانة؟
طالب بن خلفان الحبسي مسؤول ببلدة يتي ومسؤول حي الكرفانات يقول :
في حقيقة الأمر وبأمانة هناك معاناة ينبغي أن لا تهمل فما أسوأ أن تقضي أربع سنوات من حياتك وأنت في وسط كرفانة تكون في غالب الأمر عرضة لأي شكل من أشكال الأنواء المناخية كما أنني قدمت طلبا إلى الجهات المعنية بضرورة توفير أربعة عشر كرفانة اضافية وتم احضارها ووضعت على الأرضية لكن للأسف حتى الآن لم يتم تزويدها بالكهرباء أو صرفها للأشخاص الذين هم بحاجة ماسة إليها إذ مر على وجودها ما يقارب العام ولم تقم بلدية مسقط باتخاذ أي اجراء إلى الآن كما أن الذين يعيشون في الكرفانات ما يقارب احدى وخمسين أسرة منذ سنة 2007م ويضيف الحبسي : نطالب بلدية مسقط ووزارة السياحة بضرورة متابعة الشركة المنفذة لهذا المشروع من أجل انجازه في الوقت المحدد..

حليمة العامرية:
الصيانة غائبة منذ 5 سنوات
في شكل آخر من أشكال المعاناة تتحدث حليمة بنت سويد العامرية قائلة :
يقال بأن المسؤولين والمعنيين بالأمر يتوافدون إلى المنطقة باستمرار ولكننا لم نر أي مسؤول للآن لننقل اليه ما نعاني من سوء في المعيشة فمنذ أن دخلنا لهذه الكرفانات منذ خمسة أعوام لم يتم اجراء أي شكل من اشكال الصيانة لها أو الاستبدال وتضيف حليمة : قبل فترة دخلت ابنتي إلى دورة المياه وبسبب هشاشة وتأكل أرضية الكرفانة أدى ذلك إلى سقوطها فبقيت رجل واحدة معلقة والأخرى لامست ونتيجة لسقوطها فان وجهها لامس حافة الجدار مما أدى الى شج في عينها فكان من الطبيعي أن تسقط بسبب سوء الكرفانة لعدم صيانتها وطفوح الماء بشكل مستمر بالاضافة الى أنه لم يتم تقديم اي مساعدات لنا سوى من قبل الجمعيات الخيرية.
وتضيف وهي تعاني الألم : قدمت لنا مجموعة من الوعود بتسليمنا المنزل نهاية هذا العام ولكن إلى الآن لا يوجد مستند رسمي يثبت ذلك سوى الحديث الذي يقال..وختمت حديثها : قبل شهر تقريبا مرت علينا أنواء مناخية كادت أن تودي بحياتنا فمجرد أن تهب رياح قوية هذا يعني أن حياتي وحياة أطفالي في خطر فقد لجأنا للعراء تحت سياط الرياح والمطر لأن الكرفانة معرضة للسقوط في أية لحظة فمن يتحمل أن يعيش هذه الحياة التي قد تنتهي في لحظة ..

أسعد الوهيبي:
حياة زوجية وسط "العذاب"
الحياة الزوجية في وسط كرفانة عذاب لا يمكن تحمله هذا ما عبر عنه أسعد بن خلفان الوهيبي : أنا متزوج منذ فترة ليست بالطويلة ولكني للأسف لم أستطع الى الآن أن أنعم بحياة زوجية هانئة فما الذي تساويه الحياة الزوجية إن كنت محشورا في وسط كرفانة برفقة مجموعة من الأشقاء بالاضافة الى ذلك قبل ثلاثة اسابيع اشتدت الرياح والأمطار علينا مما يعني ضرورة البحث عن مكان أخر لي ولأخوتي ولأمي ولزوجتي فهربنا من هذه الكرفانات ولجأنا إلى بيت أحد الأقارب في منطقة سداب وعندما عدنا تفاجأنا بأن المكان قد تغير كثيرا وأصبح غير صالح للعيش بسبب الأمطار والرياح حيث تساقط كل شيء عن السقف وابتل أثاثنا كله فأين المسؤولين عن معاناتنا..

حميدة الوهيبية:
أين زيارات المسؤولين لنا؟
حميدة بنت سالم الوهيبة لها شكل أخر ومختلف جدا من الألم نتيجة للحياة المرة التي تكابدها فتقول : الحياة صعبة جدا وضيقة عندما يكون الانسان محاطا بجدران الكرفانة كما أصبحت الزواحف والحشرات هي التي تتغذى علينا وتنعم بحياة افضل من حياتنا فنحن ثلاث أسر نعيش في كرفانتين مما يعني عدم توفر مساحة لنا للعيش فنجد أنفسنا محاصرين في مساحات ضيقة جدا جدا باختلاط الرجال والنساء سواء كانوا صغارا أم كبارا وكأنه قذف بنا لهذه الكرفانة للتخلص منا ..وفي حديثها عن المسؤولين تقول : في كل مرة تصلنا الأخبار بأن أحد المسؤولين سيقوم بزيارتنا ولكن الأخبار سرعان ما تتبخر إلى أن أصبح همنا أن يأتي أحد ليس للنظر في مطالبنا بل لصيانة هذه البيوت المتنقلة فقط فعند سقوط المطر لا يكون هناك فرق بين أن نكون في العراء أو في الكرفانة لأن الحياة في مثل هذه الظروف تكون متشابهة بين الداخل والخارج.
 
أعلى