الهاجس
¬°•| حكاية تميز |•°¬
- إنضم
- 7 نوفمبر 2010
- المشاركات
- 11,079
حزن
تناقلتها ألسِنة كَثيرَة مِنُهم مَن عَـرفَ مَعناهَا وَمِنهُم مَن لا يَزالُ يَبحـَثُ عَـن مَعنى حَقيقي لهَا وَأنا مِنهم مِن الباحثين عـَن المعنى الحقيقي لهذه الكلمَة.
يَا ترَى مِن أينَ أتت هَذِهِ الكلمَة ذاتَ الأحرُفِ الثلاثة والتي تثقل قلوبَاً كثيرَة وَتكسِرُ كاهِل الأقوياء مِن الناسِ المَعرُوفين بِجَبرُوتِهم وتعنُتِهِم وَتدمِي قلوُبَ الكثيرِين مِنَ النِسَاءِ وَالرِجالِ بشتَىَ أصنَافِهِم وَبِتنوعِ قلـُوبهِم وَعـُقولِهم.
تـَشبَهت لِي كَلمَة الحُزنِ كشجَرةٍ سَودَاء ذاتِ جُذورٍ قويةٍ عَميقةٍ لا أعرِفُ مُستقرَهَا , ثِمَارُهَا مُتنوِعَة وَغيرَ مَرغُوبَةٍ عِندَ أغلبِ البَشر مِنهَا ( الكآبه و الهَمُ و الآسَى والحَسرَة والغَم والخَوفُ .. إلخ ) يَا سُبحَانَ الله , مَن تمُرُ عَليهِ تِلكَ الكلِمَة لا يَسلمُ مِن مَا يَسقـُط مِن ثِمَارِهَا .
لكن ,,,,
ذلِكَ الحُزنُ فِي نفسِ الوَقتِ يُقالُ عنه بَأنهُ تطهيرٌ للنـَفسِ مِن بَراثِنِ الإثمِ السَاقِطِ عَلى النفسِ البَشرِيَة , عِندَمَا يَحِسُ المَرءُ بَأنَه إقترَفَ خَطأً وَزاحَ عَنِ الطَرَيقَ السَوِي وَوَجَدَ مَن يُرشِدَهُ إلى الطريقِ القوِيم لا يَجِدُ غيرَ التوبَةِ الى الله والحُزنَ عَمّا إقترَفَ مِن ذنب , ففي تلكَ اللحظةِ تعمَلُ هَذِهِ الكلمَةُ عَلى تطهِيرِِ النفسِ وَتزكيَتهَا وَتنظيفهَا بَالمَعنَى المَعرُوفِ لدَينا مِن تلكَ النُـقاط ِالسَودَاءِ التي ترَاكَمَت فِي قـُلوبِنَا .
لا أقوُلُ مَن يَمتلَكُ تِلكَ الصِفة أو تِلكَ الكلِمة هُوَ عَدِيمُ الإحسَاسِ مُتحَجِرُ القلب ,, لا يَملِكُ المَشاعِرَ الجَمِيلَة ,,
لأنِي ,, بَعدَ البَحثِ فِي بَعضِ المَعَانِي عَـن هَذِهِ الكلِمَة العَجيبة وَجَدتُ فيهَا مِنَ الجَمَالِ مَا يَفتقِدَهُ بَعضُ البشرِ عَن غَيرِهِم لِحَالاتٍ كَثيرَةٍ مُتنوِعَة وَعَرَفتُ أيضَا أن مَن يَحمِلً هَذِهِ الكلِمِة أو مَن يُصَادِقهَا في بَعضِ الأوقاتِ يَحمِلُ قلبَاً رَقيقاً رَحِيمَاً مُشفِقاً عَلىَ مَا حَوَلَهُ مِن تقلبَاتِ مُتنَوِعَة وَعَلى سَبيلِ المِثال,,,
مَن يَحزَن( ولكِن بحُدُود ) عَلى فقدانِ قرِيبٍ لَدَيهِ أو صَدِيقٍ عَزِيزٍ عَلِيهِ أو يُفرِّقُ القدَرُ بَينهُمَا وَلن يَلتقيا مَرَة أخرَى هَل يَكوُنُ مُتحًجِرَ القلب.
مَن يَحزَن ( دُونَ أن يُخَرِبَ وَيُدَمِّرَ ) عَلى مَا يَمُرُ بَأحوَالِ المُسلِمِينَ فِي هَذا الزمَنِ مِن قتلٍ وَتشريدٍ وَدَمَارٍ وَإنتهَاك ٍلِحُرُمَاتِ اللهِ هَل مِنَ المُمكِنِ أن يَكُونَ عَدِيمَ الإحسَاس .
مَن يَحزن عَلى حَبيبٍ عَشقهُ وَتمَنَّاه وَلم يُِكتب لَهُ بَأن يَكُونَ مَعَ الذّي تمناهُ وَنسَجَ أحلامِهُ وَخُيوطَ مُستقبلِهِ مَعَهُ هَل مِنَ المُمكِنِ أن يَكونَ مُتحَجِرَ المَشاعِرَ والأحَاسِيس .
وَلكن لا يَجَبُ أن تكونَ هذهِ الكَلمَة نقطة توَقفٍ لدَينا فـَلن تتوقفَ الحَياة مَعَ تِلكَ الكّلمَة وَمَا تحمِلُهَا مِن مَعَانٍ أليمَةٍ وَلكن مِن وِجهَة نَظرِي لا ضَيرَ بَأن تكونَ بَينَنَا تعَايشُنَا حَيَاتنَا اليَومِيَة حَتى لا يُقالَ بَأنّنَا عَدِيمِي الإحسَاس , وِلكي لا نِفقِدَ هِذِهِ المَشَاعِرَ بِشَرط أن لا تُؤثِرَ عَلى مَسَارِ حَيَاتِنَا وَلا تُزَعزِعَ ثقتنَا بِأنفُسِنَا وَبِالمَوجُوِدِينَ حَولَنَا .
وَمِن هُنَا ,,,
أقولُ لِنفسِي وَلِغَيرِي لا تحزَن مَادَامَ القرآنُ بَينَ أيدِينَا يُنِيرُ قلوَبَنَا فهُوَ دَاءُ القلوُبِ المُتحَجِرةُ الحَزِينة , لا تحزَن إن ضَاقت بِكَ السُبُلُ وَتقطَعت بكَ الآمَالُ وَرَفَعتَ يَدَيكَ إلَى السَمَاءِ وَقلتَ يَالله
فتأكد بَأنَ هُناكَ مَن يَستجِيبَ لِدَعَوَاتِكَ إن شاء .
{الّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنّ الْقُلُوبُ}[الرعد :28]
(( اللّهُمَ إني أعُوذُ بكَ مِنَ الهّمِ وَالحُزنِ ، وَالعَجّزِ وَالكَسَلِ ، وَالبُخلِ وَالجُبنِ، وَضلعِ الدّين ِوَغلبَةِ الرِجَالِ )) البُخَارِي
كَانَ الرَسُولُ صَلى اللهُ عَلِيهِ وَسَلّمَ يُكثرُ مِن هَذا الدُعَاء ِ.
وَأنَا أتأمَلُ هَذِهِ الكلمَات تذكَرتُ أبيَاتاً شِعرِية لِلإمَام الشافِعِي رَحِمَهُ الله يَقولُ فِيهِا :-
ولربَّ نازلةٍ يضيقُ بها الفتى *** ذرعاً وعندالله منها المخرَجُ
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها *** فٌرِجَت وكان يظنُّها لا تُفرجُ
صَاغ فِكرِي هَذِهِ الكَلمَاتُ وَخطتهَا أنَامِلِي وَاتمَنى أن تغوصَ بَينَ أحضَانِ عُقولِكُمُ الرَاقِية وَتتسَامَرُ مَع أشجَانِهَا لِكي أرَى مَا تروِيهِ قلوُبُكُم مِن رَدٍ عَلى كلمَاتِي المُتوَاضِعَة وَأتقبلُ نقدَكُمُ البَنّاء بِصَدرٍ رَحِب وَأعتذرُ إذا مَا حَوَتهُ مِن أخطاءٍ إملائيةٍ وِعَدَمُ تنسِيقٍ فِي الجُمَلِ وِالمَعَانِي
لكُم إحتِرَامِي وَتقدِيرِي