دانة غزر
صاحبة الروح الطيّبة
معنى (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)يقول الله سبحانه وتعالي : \” ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين \” صدق الله العظيم فكيف لله سبحانه وتعالي وهو المنزه عن كل شيئ أن يصف نفسه بأنه خير الماكرين نرجو القاء الضوء حول هذه الآية ، وشكرا لكم ،،،
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد: فإن المكر من العباد إنما يكون بالإقامة على معاصي ربهم جل في علاه والتهاون بحقه، أما مكر الله بهم فهو كونه يملي لهم ويزيدهم من النعم والخيرات وهم مقيمون على معاصيه وخلاف أمره، ولهذا كانوا جديرين أن يؤخذوا على غفلتهم ويعاقبوا على غرتهم بسبب إقامتهم على معاصيه وأمنهم من عقابه وغضبه، كما قال سبحانه: سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ[2]، وقال عز وجل: وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ[3] وقال سبحانه: فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ[4] أي آيسون من كل خير. والمكر من لله جل وعلا في هذا السياق صفة مدح وليس صفة منقص لانه يدل على تمام القوة والتمكن، ولا تطلق هذه الصفة على الله مفردة بل تطلق كما أطلقها القرآن الكريم، أي في مقابلة من يمكرون، والله تعالى أعلى وأعلم
منقول
التعديل الأخير: