من هم الرواحل ؟

  • بادئ الموضوع أ“أ‡أ،أ£ أ‡أ،أˆأ‡أڈأ­
  • تاريخ البدء
أ

أ“أ‡أ،أ£ أ‡أ،أˆأ‡أڈأ­

زائر
مائة مصبــــــــــــــــــــاح من مشكاة النبــــــــــــــوة



أخرج الشيخان عن إبن عمر رضي الله عنهما عنه عليه السلام قوله “الناس كإبل مائة لا تجد فيها راحلة “. وورد في رواية أخرى ” لا تكاد تجد فيها راحلة “.

أجدد الدعوة إليك بحفظ الحديث فهو متفق عليه وشواهده من القرآن الكريم كثر منها قوله ” وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين ” و” ما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ” و” قليل ما هم “
و” ثلة من الاولين وقليل من الاخرين ” وغيرها كثير .
1 ـ ما معنى الراحلة التي يعز وجودها بين الناس ؟
2 ـ ماهي الاسباب لذلك وما تفسير ذلك هل هو اليأس من الناس ام لحكمة في ندرة الرواحل ؟
الجملة إسمية تسمي شيئا محددا وتخبر عنه فهي تقريرية لحال ما وسواء أثبتنا ” لا تكاد ” أو لا فإن المعنى لا يتغيرفليس المعنى أن الراحلة في الناس لا وجود لها مطلقا ولكن المعنى ندرتها حتى مع حذف ” لا تكاد “.أما وجه الشبه بين الناس وبين الابل فكثيرة منها أن كليهما يعول عليه في إنجاز ما تتطلبه الحياة فوق الارض بما زودا به من قدرة على الصبر وتجديده وبما فطرا عليه من بطء في الحركة البدنية مقارنة مع مخلوقات أخرى كثيرة غير أنه بطء لو تراكم وتتالى ولو بتقطع تفرضه حالة إستراحة المحارب وقيلولة الكادح كفيل بوصول منتهاه بعد أمد وبما جبلا عليه من قدرة على التفاعل والتأقلم مع سائر دروب الحياة ومنحنياتها من عز وذل وضعف وقوة ولاشك أن التمثيل بالابل يومها هو كتأثير الفنون اليوم فليس كالعرب أعرف بالابل والخيل ولمن يعرف حال الابل فإن وجود الراحلة فيها ضمان لتآلفها وتجانسها وإنضمامها إلى بعضها بعضا حال الرعي وحال الظعن ولسر مازال مدفونا لم تبح به آية “سنريهم آياتنا …”قال جل من قائل
“أفلا ينظرون إلى الابل كيف خلقت ” فهل رأى واحد منا كيف خلقت الابل ويوم يرونها تظل تلك آية لها الاعناق خاضعة غير أنه لكل أجل كتاب ولا ينبئك مثل خبير .


ماهي راحلة الناس ؟:راحلة الابل يستخدمها صاحبها لغرضين وهما تخصيصها دون غيرها من سائر الابل ولو كانت مائة لحمل الرحل من أناسي وأمتعة فتشق به عباب محيطات لا شطآن لها من الرمال الثابتة والمتحركة في سراء يزيدها فيه حاديها صبرا على الالم وأملا في قيلولة هنيئة ومع ذلك فإن الراحلة لو حطت بمكان بليل مثلا مرة في عمرها فإنها كفيلة بالرجوع إليه ولو بعد عقود كلما وجهها حاديها صوبه وهذا مجرب ومعروف شأنها في ذلك شأن الكلب اذ ليس للابل من طرق سيارة ولا عادية تهديها إلى مبتغاها في بيداء قاحطة لا يعمرها على مد البصر ردحا بعد ردح سوى كثبان من الرمال كالجبال .لا بل يقول أصحاب الابل بأنها تتعرف على الطقس المنتظر سويعات قبل حدوثه فتسرع لو غشيتها نسائم المطر وكذا لو لفحتها أنواء الهجير وهي تمخر عباب الصحراء في يم ليل ضن عليها ببدر غار منزله فغاب أو حجبته سحب متلبدة.كما يستخدم الحادي راحلته بغرض لم شتات الابل سواء في الرعي سيما حال حدوث ما يعكر صفو المرعى أو في السير والانتقال من مكان إلى آخر وهو أمر قد يدوم شهورا طويلة إذ عادة ما يمتطي الحادي صهوة الراحلة فيتقدم الابل وهي تظل تتبع في طاعة لا تعرف النشوز . فراحلة الابل هي إما قوية على حمل الرحل بصبر وثبات أمينة على بلوغ هدفها حتى لو إرتاب صاحبها فيه أو هي هادية الرحل بأسره لكبر سن وتقدم تجربة جامعة لنثره فإذا جمعت الراحلة بين هذا وذاك بقوة وأمانة فهي راحلة الرواحل .
وليست راحلة الناس سوى الانسان الجامع بين القوة العقلية والامانة الخلقية يهرع إليه الناس يوم الفزع فيستنبط لهم الحكمة ويهديهم بفصل الخطاب يبث الامل زمن اليأس لا زمن الخصب كما يستأمنه الناس على ودائعهم لا فرق بين حاقد فيهم ولا كريم والراحلة من الناس عبر عنه القرآن بالامامة التي طلب إلينا طلبها وأرشدنا إلى أن مادة الامتحان فيها متكونة من الصبر واليقين وتماما كما هو الحال عند الابل فإن الراحلة من الناس منها من يكون راحلة أي إماما يؤدي ما يكلف به بكل قوة وأمانة وصبر ويقين غير آبه بمن حوله سواء قدحوا أو قلدوا ومنها من يكون راحلة يفعل ذلك ويزيد عليه قيادة الناس لذلك مدح الله الصالحين ولكن مدحه للمصلحين أشد .



إنما الراحلة في الناس القيادة والامامة :الراحلة في الناس من يقودهم في دروب الحياة ويرسم لهم سبل الخلاص ويذكرهم بالاصول والمبادئ وليس من يعلمهم التفاصيل والجزئيات في هذا الفن أو ذاك فالراحلة من الناس من تعبأ اكثر من غيره بفقه الحياة وفقه الدين وهما في الحقيقة واحد ثم تحرق قلبه كمدا على حال الناس فسعى مصلحا وشق طريقه وليس مشروطا أن يكون من الملمين بهذا العلم أو ذاك فهذا النبي الكريم محمد عليه السلام يقود البشرية جمعاء و يعرف طبيعة نخل المدينة فيؤبره على غير علم صحيح فهل شانه ذلك .

ما هي مواصفات رواحلنا اليوم وكيف نصنعهم : مواصفات رواحلنا تنبع من تحديات عصرنا إرتباطا بالاسس الفكرية الكبرى والثوابت العلمية العظمى التي تؤسس الانسان وتبني به الحياة إذ لكل تدين معاصر لونه الخاص به ولا ضير في تبدل اللون إنما الضير في تبدل العمود الفقري أو الهندسة الجينية . من مواصفات رواحلنا اليوم الدعوة إلى الجماعة لا إلى الفرقة وإلى العلم لا إلى الجمود والتقليد وإلى الاعتصام بالثوابت الثابتة والاختلاف فيما دونها لا إلى نبذ تلك وتخصيب هذه وإلى المقاومة والجهاد والاجتهاد في كل حقل بما يناسبه من أسلحة وإلى التحرر والتحرير لسائر الانسان والاوطان وإلى الامل والصبر ومع ذلك يكون هو قدوة وأسوة ومثلا فيما يدعو إليه ولا يضيره في ذلك الخطأ بل والاخطاء وبعد ذلك يحوز على ثقة وحب أغلب الناس وليس كلهم طبعا . هل نصنع رواحلنا ؟ الحقيقة أن عملية الصناعة متبادلة بيننا وبينهم فالازمة تلد الهمة كما قال المرحوم عبده وأزماتنا تجعلنا نصنع رواحلنا ثم تجعل رواحلنا تصنعنا .



الهادي بريك / المانيا

كن راحلة أو شبه راحلة أو جزء من راحلة أو عونا لراحلة ولا تكن غير ذلك : لايولد الناس رواحل وحتى الانبياء لا يولدون كذلك فلا تعجز أن تكون راحلة أو دون ذلك بقليل أو بكثير ومن علامات النهضة تعدد الرواحل فينا وشبه الرواحل وأجزاء منهم ولو تعلقت همة إبن آدم بما وراء العرش لناله كما قيل .
ندرة الرواحل في الناس هل يبعث على اليأس أم على الامل ؟:لابد بداية من التسليم بالحقيقة لا من منطلق النص الذي هو وحي يوحى فحسب بل كذلك من منطلق التجربة العملية التي يطلع عليها كل جيل فالتسليم بالحقائق والمسلمات القطعية اليقينية الثابتة من شأنه بناء العقل العلمي السليم .ثم لابد لنا من إطلاق كلمة الناس وعدم حصرها في المسلمين رغم أن ندرة الرواحل تبقى هي هي لا تتغير حتى لو خصصناها بهم ولكن الاوفق بقاء العموم على عمومه ما لم يرد ما هو أقوى منه فيخصصه .فكل مسلم هو بالنسبة لغيره من غير المسلمين راحلة يتجشم أعباء الحياة بقدر من حسن الفهم والتعاطي والاحسان .ولابد لنا قبل ذلك من معرفة دور الراحلة في الناس وليس هو سوى القيادة أو الاستقامة الشخصية على الاقل فإذا كان بالمعنى الاول فإن من طبيعة الاشياء أن تكون الرواحل في الناس أقلية تبعا لتفاوت الناس في طلب الخير وفي إنفاقه ومن ثم الصبر على طلبه وعلى إنفاقه عقدا بعد عقد ومن ذلك تفاوت الفرص المتاحة لهم في ذلك وليس الراحلة سوى إنسان جمع بعض أسباب النبوغ والقيادة ثم أتيحت له فرصة مزاولتها وتحكم الانسان في الفرص توفيرا نسبي جدا بخلاف توفير عزمه على توليد راحلة من نفسه .وبذا نتبين أن ندرة الرواحل في الناس على مدى الزمان والمكان سنة إجتماعية بها يصلح أمر الوجود وتقتضيها طبيعة الاختلاف وتوزع الاهتمامات فهي باعث أمل وليست باعث يأس باعتبار أن مائة من الناس وأكثر يكفيهم إمام واحد فما بالك اليوم وقد توزعت العلوم وانقسمت المعارف فأصبح بامكان كل إنسان أن يكون إماما في فن ما ووفق تلك السنة تجد شمسا واحدة وكواكب تعد بالمئات وقمرا واحدا ونجوما تعد بما لا يعلم حده غيره سبحانه وعددا محددا من الانبياء والرسل في عدد لا يحصى من الناس .



منقول
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

alshibli

¬°•| مراقب عام |•°¬
طاقم الإدارة
إنضم
8 نوفمبر 2009
المشاركات
7,630
الإقامة
البريـــــــمي
ألف شكر لك مديرنا ع الموضوع المميز،،
 

بيـاض السحـب

¬°•| مُشْرِفَة سابقة |•°¬
إنضم
2 يناير 2009
المشاركات
2,367
عتيج

كم قرأنا معناني لكلمة واحدة

وكم وجدنا تشابيه بليغة وصريحة لهذه الكلمة

ربما ننرددها ونسمعها ولكن لا نقف عندها او نفكر في مضمونها

موضوع اشتمل على نبع وفير من المعرفة

كل الشكر على هذا الطرح القيم المفيد الزاخر بالمعلومات

فلك جل احترامي وتقديري وشكري
 

قيادة حرس الرئاسة

¬°•| ђάсқεя~4έṽέя |•°¬
إنضم
9 مايو 2010
المشاركات
9,144
الإقامة
AUSTRIA
ثااانكس بوسنا ع المعلوماتيات النيو . تسلم ما قصرت ربي يخليك ...​
 

Ąℓŋ3αỉмỉ

¬°•| مُراقب سَابق ومطور |•°¬
إنضم
19 يوليو 2008
المشاركات
8,398
العمر
34
الإقامة
[البريمي دآري ومربآي] « ™

عنقود الأمل

¬°•|عضوة شرف|•°¬
إنضم
18 يناير 2008
المشاركات
826
الإقامة
على عتبة أمل
بارك الله فيك على الموضوع
ولو اني اول مرة اسمع الحديث ^^

جزيت خيرا
 
أعلى