وحي القلم
¬°•| عطاء من نوع آخر |•°¬
مع اشراقة شمس يوم جديد ,,, تجددت امال الخلائق ,,, كل يسعى الى رزقة ,,, دبت الحركة في ارجاء المكان ,, انه يوم كغيره من الايام ,,, يصحوا الناس في الصباح الباكر وكل يمضي لعمله او لتجارته او لشان من شئؤن الحياة ,,, كنت انا الوحيد الواقف خلف الزمن ,,, بالاحرى كنت اقف خلف الباب الفولاذي استرق النظر من الفتحة المخصصة لدخول المؤن لنزيل السجن ,,, انا الوحيد الذي لا اتحرك ,,, رمقت نحلة تجوب المكان بشكل هستيري ,,, علمت يقينا انها في المكان الخطا لذلك هي تحاول ان تخرج باقصى سرعة ,,, ارتسمت بسمة ذابلة على شفتي حينما رأيت النحلة تطير عاليا فوق اسوار السجن ,,, ياااااه ليتني كنت مثل تلك النحلة ,,, ليتني استطيع ان حلق إلى عالم الحرية الساحر ,,,
الغريب في هذا الصباح ان الجوا كان معتدلا ,,,, يبعث على النشوة والانشراح ,,, فقد كانت نسمات الصباح تداعب الاشجار فتهمس بحفيفها في اذان الصامتين ان مع بزوغ الفجر يولد التفائل , ويتجدد الامل, كنت منشرح الصدر في هذا اليوم والحمدالله ,, احسست براحة البال قليلا , ولكن مع مرور الوقت سيطر الحر من جديد على الجدرات الاسمنتيه ,,, وتخلل من مسماتها الى داخل تلك الحجيرة التي لا يخرج منها شي سوى زفرات السجين ,
طبعا هناك تفتيش صباحي على السجن من قبل الضابط المناوب ,,, وعندما يحضر الضابط يجب ان نكون مستقيضين , حضر الضابط وسالني هل كل شي على ما يرام فأومت براسي بالايجاب ,, لا انكر ان معظم حراس السجن هم اناس طيبون ولكن ايضا القوانين تفرض نفسها على الكل وهذا طبعا من واجبات العمل ,
طبعا هناك تفتيش صباحي على السجن من قبل الضابط المناوب ,,, وعندما يحضر الضابط يجب ان نكون مستقيضين , حضر الضابط وسالني هل كل شي على ما يرام فأومت براسي بالايجاب ,, لا انكر ان معظم حراس السجن هم اناس طيبون ولكن ايضا القوانين تفرض نفسها على الكل وهذا طبعا من واجبات العمل ,
بعد وجبت الافطار الشهية ,,, الحمدالله على النعمة فلا يجب ان نعيب اي طعام المهم انه يقيم الصلب ويشبع من الجوع , بعد الفطور جلست في زاوية انظر الى هذا المكان المقفر ,,, يا الله معقولة بجلس هنا عشرين يوم ,,, هذا السؤال يتردد في ذهني دائما ولكن كنت احاول ان لا ابه به ,,,
اه تذكرت ,,, اليوم هو موعد زيارة ابنتي الحبيبة ذات الاربعة اعوام ,,, كانت ضحية خلاف وقع بين ابوين حتى وصل الامر الى طريق مسدود , ربما كانت بسبب الاعراف القبلية التي كانت تفرض الزواج المبكر , تزوجت وعمري ثمانية عشر عاما وزوجتي عمرها اربعة عشر عاما ,, لا ادري هل كانت التوقيت خطا ام العمر لم يكن مناسبا لبناء اسرة ,, على العموم قدر الله وما شاء فعل .
اه تذكرت ,,, اليوم هو موعد زيارة ابنتي الحبيبة ذات الاربعة اعوام ,,, كانت ضحية خلاف وقع بين ابوين حتى وصل الامر الى طريق مسدود , ربما كانت بسبب الاعراف القبلية التي كانت تفرض الزواج المبكر , تزوجت وعمري ثمانية عشر عاما وزوجتي عمرها اربعة عشر عاما ,, لا ادري هل كانت التوقيت خطا ام العمر لم يكن مناسبا لبناء اسرة ,, على العموم قدر الله وما شاء فعل .
دب الحزن من جديد في قلبي ,,, هل سيخبرون ابنتي انني في السجن ,,, هل ستفقه اني سجنت بسبب مبدأ ام ان الامور سوف تاخذ منحى اخر ,, هل سيقدر الطرف الثاني هذا الموقف ام انه سوف يستغل الموقف لصالحة ,,, كنت دائما لا احبذ استباق الحدث ,,, فقلت في نفسي ليقضى الله امرا كان مفعولا,
عند الساعة العاشرة صباحا جاء لزيارتي احد اصدقائي المقربين ,, كان يستعد للذهاب لاجازة العيد ,,, وتوالت الزيارات في ذلك اليوم وكنت في غاية الفرح ليس بسبب الزيارة ولكن بسبب قدوم العيد ,,, لا ادري لما افرح وانا موقن انني لن احضر العيد ولكن ربما نفحات العيد تابى إلا ان تواسيني لكي تخفف واقع السجن المؤلم ,,, كان الجميع مذهولين لما يرون من سروري وفرحي فهم دائما يقولون كنا نتوقع ان نراك حزينا ونادما ,,, قلت لهم هناك متسع للحزن والفرح وكل شي في وقته يكون ,,, فكيف لي ان احزن وقت العيد ,,,
عند الساعة العاشرة صباحا جاء لزيارتي احد اصدقائي المقربين ,, كان يستعد للذهاب لاجازة العيد ,,, وتوالت الزيارات في ذلك اليوم وكنت في غاية الفرح ليس بسبب الزيارة ولكن بسبب قدوم العيد ,,, لا ادري لما افرح وانا موقن انني لن احضر العيد ولكن ربما نفحات العيد تابى إلا ان تواسيني لكي تخفف واقع السجن المؤلم ,,, كان الجميع مذهولين لما يرون من سروري وفرحي فهم دائما يقولون كنا نتوقع ان نراك حزينا ونادما ,,, قلت لهم هناك متسع للحزن والفرح وكل شي في وقته يكون ,,, فكيف لي ان احزن وقت العيد ,,,
العجيب في السجن انك تفرح وتحزن في اقل من دقيقة ,,, لان السجين يكون تحت تاثير التفكير فقط,,, هذا هو المحرك الوحيد الذي يعمل ,,, ولكن لا انكر ذلك الصوت الذي يشعرني بالحزن كثيرا وهو صوت قفل السجن ,,, كنت انظرإليه طويلا ,,, كم انا صغير خلف هذا القفل ,, هل يعقل ان تكون حريتي حبيسة هذا القفل الذي لا يتجاوز كف اليد ,بصراحة هذا الشعور يبعث في نفسي الكثير من الاحباط.
كنت اتخيل هذا القفل هو عدوي الوحيد ,,, لولا القفل لم اكن سجينا ,, لكن ايضا من اجابيات هذا القفل انك تستطيع ازعاج من شئت بقرقعته القوية ,,, نعم هناك بعض المساجين الذين لا يكفون عن قرقعت هذا القفل ,, حتى في منتصف الليل ,,, ربما يجدون بعض التنفيس عن شعورهم بقرقعت ذلك القفل طوال لليل غير ابهين ببقية السجناء ,,, فانت مخيران تفعل ما تشاء ,,, تصرخ , تبكي , تغني , تضحك , افعل ما شئت فانت في عناية القضبان الحديدية .
التعديل الأخير: